من العزلة إلى الإبداع.. نزيل في سجن بابل المركزي يحوّل محبسه إلى مرسم للأمل
في زاوية هادئة من سجن بابل المركزي، وبين جدران لم تكن يوماً شاهدة على الجمال، برزت موهبة استثنائية لنزيل قرر أن يصنع من محنته بداية جديدة، فاختار طريق الفن ليعيد رسم ملامح مستقبله.
بدأت القصة حين التحق النزيل بأحد برامج التأهيل والإصلاح التي تنفذها دائرة الإصلاح العراقية بإشراف وزارة العدل، والتي تهدف إلى إعادة دمج النزلاء في المجتمع عبر تطوير مهاراتهم وتمكينهم من التعبير عن ذواتهم بطرق إيجابية. وجد في فن الرسم نافذته إلى العالم، فراح يرسم بريشة الأمل تفاصيل الحياة كما يراها بعين جديدة، ليبدع لوحات لاقت إعجاب مدربيه وزملائه، وحتى العاملين في السجن.
من خلال الدعم النفسي والتأهيلي الذي تلقاه، لم يكتفِ النزيل بتعلم الرسم فحسب، بل بدأ بتطوير مهاراته بشكل ذاتي، واستثمر وقته في صقل موهبته، حتى بات يُنظر إليه كنموذج للنزيل الإيجابي القادر على التغيير.
وتؤكد إدارة سجن بابل المركزي أن هذا التحول الإيجابي يعكس نجاح برامج التأهيل التي تتبناها وزارة العدل، ويجسد الأثر العميق للبيئة الإصلاحية عندما تُدار بمهنية وإنسانية، إذ تم إعداد هذا النزيل ليكون عنصراً فاعلاً في المجتمع بعد انقضاء محكوميته، مؤمناً بأن الإبداع لا يعرف القيود، وأن الفرصة دائماً متاحة لمن يسعى للتغيير.